حظى فصل الربيع لدى شعوب العالم منذ القِدم بمكانة خاصة اقترنت بما يحمله من مظاهر الخصب والنماء، فجعلت منه كرنفالاً مفتوحا على جمال الطبيعة وعلى قيم الحب والعطاء.
واتخذت شعوب الشرق القديم من يوم الاعتدال الربيعي الذي يصادف 21 آذار من كل عام، بداية سنة جديدة، خاصة عند القدماء في سورية وإيران ومصر والعراق. وتعدّ بداية الربيع أول يوم من السنة السريانية والفارسية والقبطية والبابلية والسومرية، ويطلق عليه في مصر عيد "شمّ النسيم" وفي فارس "النيروز" أو "اليوم الجديد".
ويشكّل الاحتفاء بقدوم فصل الربيع تظاهرة سنوية لدى العديد من دول العالم والشعوب المختلفة، من خلال تنظيم المهرجانات والكرنفالات الاحتفالية للإستمتاع ببهجة الربيع وجمال الطبيعة.
وحين نحتفل في الأردن بفصل الربيع من خلال انطلاق فعاليات "مهرجان ربيع الشونة" في دورته الأولى، فإننا نحتفل بجماليات الطبيعة الأردنية بما تتوفر عليه من تنوع بيئي، ومن تعدّد أشكال التكّيف الحيوي التي تفرّدت بها جغرافية المكان الأردني عن غيرها من مناطق العالم.
وتعدّ منطقة الشونة التي تحتضن فعاليات المهرجان، أخفض بقعة على سطح اليابسة (400م تحت سطح البحر)، إضافة إلى كونها من أخصب الأراضي الزراعية التي تعتبر سلة خضار الأردن، فضلاً عن اعتبارها من أهم مناطق السياحة البيئية والدينية والعلاجية.
ويهدف مهرجان ربيع الشونة ضمن جملة ما يهدف إليه عِبر تنوّع فعالياتة الثقافية والفنية والبيئية الاجتماعية، إلى:
1- تعزيز الوعي الثقافي بتارخ المنطقة وارثها الحضاري.
2- المساهمة في جعل منطقة الشونة ومحيطها مناطق جاذبة للسياحة.
3- المساهمة في رفد النمو الاقتصادي للمنطقة.
4- نشر التوعية البئيئة وترسيخها لدى الفئات والشرائح الاجتماعية المختلفة.
آملين أن يتحوّل المهرجان عِبر تظافر جهود المؤسسات الرسمية والفعاليات الشعبية والقطاع الخاص، إلى تظاهرة سنوية مفتوحة على قيم المحبة والعطاء والجمال
|